الخميس، 29 ديسمبر 2011

رسالة من بلاد الواق الواق 1-2


رسالة من بلاد الواق الواق "1 – 2"
12/02/2006

لا شك أن الإنسان يظل في هذه الحياة  الدنيا دائماً تواق إلى كل ماهو جميل ورائع ومميز، ويسعى باستمرار إلى تلبية حاجاته، وإشباع رغباته، وتحقيق طموحاته العريضة، وأماله المنشودة، ويعمل في سبيل ذلك بكل جد واجتهاد دون ملل أو كلل ي سبيل تحقيق ما يصبوا إليه تهون العقبات ويتجاوز الصعاب متسلحاً بقوة الإيمان وهي الأساس في كل شيء والعزيمة والأمل لأنه روح هذه الحياة وقيل "لا حياة بدون أمل ولا أمل بدون عمل" .
ولكن النفس البشرية الضعيفة التي جبلت على حب الدنيا، والفزع والجزع مما تتعرض له حيث قال تعالى (إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا) قد يعتريها في بعض الأوقات التأزم والسخط والاستهجان لما يدور من حولها وما يعترض مسيرتها ويجعلها تفكر في الهروب من هذا الواقع المرير حتى إذا كان ذلك الهروب إلى المجهول .
أحبتي وأصدقائي وبعض من أعدائي دائماً النجاح يأتي بعد السقوط والإبداع يخرج من رحم الظلم والقهر ..والنبوغ عدوه اللدود في كل الأوقات التخلف والعنجهية ..ولكل فعل له ردة فعل ..وكل نتيجة جميلة تأتي بعد معاناة ومواقف غير سعيدة ..فما بعد (الوداع إلا اللقاء) ولا بعد (الضيقة الفرج) ولا (عكس النرجسية إلا الكرماء) ونحن بل هم جميعاً كرماء والكل يتبع طريقة مختلفة عن الآخر بالكرم .
أعزائي القراء لا أريد أن أطيل عليكم في مقدمة مقالي اليوم الذي تترنح بل تتراقص كل حروفه بدون طبول أو أدوات موسيقية ولا له من المعرفة بها أو فهمها أي شيء، ولكنه حسب رسالة صديقي التي وصلتني على البريد الألكتروني والتي طلب مني أن أناقشها معه والرد عليها بعد نشرها ..والتي سأستعرضها معك أيها القارئ العزيز لكي تشاركني بالبحث عن حل لمشكلة هذا الصديق .. فتعالوا معي لنسمع جميعاً قصة صديقنا المرسلة من بلاده (واق الواق) فرسالته تقول :

أخي الكاتب/ تركي بن بندر
صحيفة "الحقائق" اللندنية.
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته،،
أرسل لك رسالتي وقصتي هذه بكل تفاصيلها التي وقعت لي بكل أمانة وصدق وأشهد الله على ذلك..وأستطيع أن أثبت لك ولقرائك المحبين والكارهين بالدلائل والبراهين وحتى الشهود والمطلعين على صحة كل حرف وكلمة أقولها وأخطها اليوم لك ..فأنا بعد متابعتي لك ولكتاباتك ..كلي شغف أن التقيك لأصفع بيدي بكل قوة يدك وأقبل جبينك – أرجو معذرتي عنذلك يا صديقي – وأضم بيدي على راحتيك وأناملك .. لأنك أحرجت الكتاب القدماء والجدد والذي أتمنى أن يعوا ماهي الأمانة الإعلامية فأسمها في بلادنا (واق الواق) ليس (السلطة الرابعة) بل هي (السلطة الأولى) فنحن في بلاد (واق الواق) قمنا منذ زمن بتصحيح وتغيير توزيع السلطات ووجدنا أن الإعلام هو (السلطة الأولى) ..أيها الكاتب/ تركي بن بندر قرأت مقالاتك في كتابك (هذه هي حقيقتنا) عن الإعلام ودوره لذا أعتقد أنك تتفق معي أنه في سابق الزمان كانت تدار المعارك وتتصالح الأمم و القبائل برسالة أو قصيدة واليوم كل شيء من مصالح وأعمال ومناصب وغيرها لا بد لها من (إعلام) ليصل أصحابها إلى مبتغاهم لذا لجأت إليكم وللإعلام لأعلن عن قصتي بصدق وسأبدأ بتعريفك بهويتي الشخصية :
الأسم : واق بن ذكر الواقواقي
العمر : 43 ألف سنة واقواقية
البلد : واق الواق  المدينة : مثلث برمودا – شارع ؟؟؟؟
العينين : زحلية .
اللون : مائي .
بدايتي هي : ولدت وترعرعت في مدارس علمتني الكثير والكثير من المبادئ والأخلاق والقيم الواقواقية ..فهمت منذ طفولتي أن الحكام هم الشعب كما أن الشعب هم الحكام ..درست أنا وإخواني وأخواتي في كل مراحل الطفولة والنضج احترام أبناء بلدنا وحبهم وتقديرهم والتواضع والتسامح معهم ..قرأت الكثير عن تاريخنا وعن تضحيات أجدادنا الواق واقية في تحقيق العدل والسلام والأمان والأستقرار لأهل مملكتنا الواق واقية .. درست في كل المراحل الدراسية أهمية النظام والعمل به والأنصياع للقوانين وأن من واجب وطننا (واق الواق) علينا أن نحاسب من يخالفه وأعتدى عليه وأن لا نقبل وقوع الظلم بيننا ..قرأت كثيراً وكثيراً في القرآن وتفاسيره وحفظت جزءاً مهم من الأحاديث والتشريعات والأستنباطات التي تهدف إليه .
في طفولتي كل شيئا كان وردياً جميلاً في بلادي (واق الواق) السهول الخضراء والأنهار والأودية وحتى تنظيم المدن وتوصيل الخدمات والبنية التحتية ..طلب مني أحد أبناء عمومتي أن أذهب معه إلى إحدى السهول الخضراء الجميلة لكي نستمتع بمشاهدة "البعارين" (الجمال) وهي تغرد في الصباح الباكر ونرى صغار الخراف وهي ترفرف بجناحيها لتعلق رحيق الورود والأزهار ..ما أحلى الطفولة في بلاد (واق الواق) .
كنت منذ ولادتي أعاني من أصابة لذا عولجت في بلاد مجاورة متقدمة طبياً بكل شيء ..لكن المدرسين والأساتذة والعلماء في بلادي (واق الواق) كانوا يرددون عندما أسألهم لماذا أذهب هناك للعلاج ؟! هل لأنهم متقدمين ومتفوقين علينا في كل شيء كانوا يقولون لي هم مجرد مظاهر لا تغرك حياتهم فهم حطب النار لا يوجد لديهم "رحمة" ولا "عدالة" ؟! ألم تسمع بحالات الأنتحار عندهم ..؟! ألم تقرأ أن البنت لا تتعرف على والديها وتخرج مع من تشاء ؟! والأبن يقتل أباه ويشرب الخمر ويعاقر النساء ؟! والأخ يظلم أخاه والعم أو الخال يستبيح حرمات أقاربه ..؟!
كانوا يقولون لي نحن في بلاد (واق الواق) الأفضل والأحسن ونحن الحضارة وهم قشورها ..أذكر أن أحدهم كان يريد أن يبسط لي التفسير لصغر سني فقال : هم مثل (البالون) سريع النفخ ولكن من السهل برأس دبوس صغير أن تنهيهم .
كنت أهز رأسي أمامهم  موافقاً ما يقولون فالصغير في بلاد (واق الواق) لا يحق له الرد والتعليق على قول الكبار فمن يرد يتهم بالوقاحة وقلت الأدب ؟! ..لكنني أصدقك القول لم أكن مقتنعاً بما يقولون ..فحين كنت أتعالج في ذلك المستشفى الكبير كان الجميع يؤدي عمله بإخلاص وإتقان واحترام من أطباء وجراحين ومنظفين وممرضات كانت تعلوا وجوه الجميع الأبتسامة، المرضى المجاورين لي كانوا يسألون عن صحتي يومياً صباح مساء ويبتسمون لي، وعندما خرجت من المستشفى تواصلوا معي بالرسائل التي يكتبون فيها كل شيء عن حياتهم ..وأثناء علاجي وتمارين التأهيل بعد العملية تعرفت على كثير من خصائص مجتمعاتهم وقرأت صحفهم وشاهدت في إعلامهم يحاكمون رئيس إحدى الدول المجاورة لهم لأنه تحرش بموظفة متدربة وعندما سألت نفسي إذا لديهم "قانون" و "قضاءّ و "عدالة" ولديهم عاطفة ومحبة وإلا كيف يتقدمون وتصل بهم الأمور محاسبة أكبر مسؤول، وإلا لماذا يكتبون القصائد ويغنون الأغاني ؟!!
قلت في نفسي يا (واق) لا علينا منهم ردد وراء الآخرين في بلادك هم كفرة وحطب النار ..؟! لا عليك أيضاً يا (واق) كن ذكياً وشاطرا عليك أن تلعبها (صح) لتزايد على الجميع وتقول : هم كفرة وحطب النار ووقوده أيضاً .."فكنت أرددها كل صباح ومساء" (كفرة، حطب النار ووقوده) .
المهم أنني كبرت وعند بلوغي السن المناسب قلت في نفسي سأجعل من نفسي فداءاً لبلدي (واق الواق) فأنا (إبن الوقاوقة) عار وعيب أن لا أكون في مقدمة صف المدافعين والمناضلين عن وطننا (الواق واقي)  .. فنحن في مملكتنا الخدمة العسكرية تعتبر واجباً إلزامياً لأن قادتنا يخشون الأحتلال أو الأستعباد فكل مسئول لدينا له حراساته وجيشه وقواته الخاصة ..ولكن غالبية أبناء العز في بلادي (واق الواق) يتوسط لهم آباءهم فيعفونهم من الخدمة العسكرية والإلزامية ..سمعت قصة غريبة أن واحداً من أولاد (العز) في بلادي قد أدخل أحد أبناء الغير (عز) بعد أن زور أوراقه ليكون بديلاً عنه طوال فترة التدريب والخدمة العسكرية حتى جاء يوم التخرج ظهر ولد (العز) ليستلم جائزة الحفل لأن ترتيبه كان الأول ..لم أصدق هذه القصة فالإشاعات كثيرة في بلادنا (واق الواق) ..لكنها بقيت عالقة في رأسي لذا حين دخلت إلى الخدمة الإلزامية قلت لنفسي لا بد أن أصدق معها فكنت ذلك الجندي الصلب في الميدان حتى تخرجت لكنني لم أستلم جائزة ..بل حصلت على أكبر من كل الجوائز والأوسمة ..حصلت على محبة زملائي وصداقتهم وقناعتهم بكفاءتي ..حتى أن أخي الأكبر بعد أن أقام لي تلك الوليمة أنا وزملائي الخريجين كنت حريصاً أن يشعروا أن الحفل لهم وأنني آخر واحد يحتفى به في ذلك التكريم .
كان التعيين ومقر العمل إحدى الجبهات الساخنة لبلادي (واق الواق) وكنت فخوراً بذلك مع العلم أن أحد زملائي الخريجين قال لي قصة غريبة أن أحد زملاءنا المتخلفين دراسياً والكثير غياب في الخدمة ..أبوه تاجر صديقه "شهبندر التجار" وأنهم يسهرون الليالي الحمراء والخضراء والصفراء لدى "الشهبندر" وإنه طلب من ذلك المسئول أن يعين زميلنا قائداً لحرس "الشهبندر" وأن ذلك المسئول فعلاً عين زميلنا في ذلك المنصب ..
صدقوني لم أصدق هذه القصة فالإشاعات كثيرة في بلادنا (الواق واق) .
أسمعوا ما يقول الناس في مجالسهم المغلقة ودواوينهم الخاصة في بلادي (واق الواق) عن الواسطة والمسئولين مثلاُ : أن المسئول لا يتوسط إلا لمن أهله لهم تقدير خاص لديه ..سألتهم وما علاقة الأهل قالوا لي : ويحك أيها الساذج النساء مفتاح كل رجال مسئول ..قالوا لي أن الأمور وصلت لدى بعض المسئولين أنه توسط لأزواج بناته ولم يتوسط لأبناءه ..وقالوا لدى المسئولين لا يهم إن كان قريباً أو بعيداً المهم أنه متزوج من أخوات أو بنات ذلك المسئول ..فالقريب يقترب أكثر من المسئول إذا كان كذلك ويكون معطاء جيداً له في كل ما يريد ويشتهي حتى مع جماعته وأقاربه الأربعة والقبيلة أجمع ؟؟ أما إذا لم يكن متزوجاً من المسئول فلو كان من عائلة هذا المسئول ..وكان أيضاً الأكفاء والأجدر والأقدر فسيبعدونه المسئولين ويحاربونه ويعين عليه رقيب متخصص في قهره وإهانة وتحقيره بكل السبل المتاحة حتى يركع ويخنع ..أما البعيد إن كان لديه مواصفات تأهيليه خاصة تشعر المسئول بإمكانية الزواج من إحدى بناته أو أخواته أو حتى قريباته أو حتى كتمان أسراره على إحتفالاته ومناسباته ومنفذاً لرغبات المسئول ..فطناً لما يحبه المسئول فيعين قريباً جداً وقد يداوم بالمكاتب ويعطى الأوسمة وا لشهادات بزمن قصير حسب براعته بكل عطلة  أسبوعية وعطائه وجهدة المتميز بالاستراحات والجلسات الاستجمامية ..كما أنه يحظى بالسفرات والمهمات الصيفية لإيجاد اللحوم الطرية والأوجه الجديدة واصطياد أنواع نادرة من ما يشتهيه المسئولين ليكتمل استجمامهم ..
صدقوني لم أصدقها فالإشاعات كثيرة في بلادي (واق الواق).
أحببت يا صديقي ..أن أعطيك نبذه عن بلادي (واق الواق) .
أما معاناتي أنا فهي كالتالي :
لقد ولدت لأبوين مسلمين في بلاد ينص دستورها على احترام كل الأديان والأعتراف بكل المذاهب ..لكن أهلها تغيروا أو غيروا – لا أعلم – أصبحوا يحبون عبادة العبد "المخلوق" ..أتذكر قصة الطاغية "فرعون" لولا أنها نزلت في القرآن وقرأتها في القرآن الكريم لم أصدقها ..ولكن بعد أن تغير المجتمع الواقي وتحولوا شاهدت بأم عيني ألف فرعون وفرعون .
ولكن بعد ما حدث للناس هنا في بلادي (واق الواق) من تغير أصبحوا من الطمع والجشع أو الخوف أو جميعها معاً ..يعبدون على طريقتهم أشخاص مثلنا لا حول له ولا قوة لهم لأن هؤلاء لديهم المال والسلطة والنفوذ ..فهؤلاء يعتقدون أنهم بالمال والسلطة والنفوذ والرشاوي يملكون أرواح الآخرين ومصائر البقية الباقية ..قال لي أحد أخواني الذين يكتمون إسلامهم أنه عمل لدى أحدهم "قهوجياً" ومرة من المرات وجد الباب مفتوحاً وشاهد في المجلس ساحر يمارس الشعوذة يطلب من عمه أن يعمل له حجاب لكي يحبه الناس ويعبده أكثر عدد منهم ..ويقول مره سمعته يوصي في اجتماع أبناءه ويقول لهم استخدموا الأديان الأخرى لإخضاع ومحاسبة الجميع حتى لو كانوا من جماعتي وأقاربي الذين أسلموا ..
كان صديقي يرجف من الخوف وهو لا يروي لي تلك القصة لأن الواحد عندما يكتشف أمره يعدم بعد أن يحكم عليه بتهمة الخيانة، وعدم الولاء والوفاء لبلاده (واق الواق) ..
فنحن بعد أن آمنا بالله رب العالمين رفضنا عبادة المخلوق وتوجهنا إلى الخالق ..لم نعد نستطيع وتأبى كرامتنا أننجامل في ديننا وكرامتنا وأن نلبس ثوب العبودية وما لبسه الآخرين ..أننا نعاني الأمرين فإما أن نترك ديننا وكرامتنا وعزتنا أو أن نعدم ونقطع أوصالاً تحت أي تهمة كانت .
وأخيراً أخي/ تركي بن بندر ..
إن هذا ما شدني لأكتب لك لأوضح ما تنعم به أنت من أمن وطمأنينة .. لم أذق طعمها أو أسعد بها في بلادي (واق الواق) ..وأنا لم أتكلم لك عن ربع ما حصل لي ويحصل من ظلم وتسلط وأعتداء ومع ذلك لازلت صابراً محتسباً عند الله كل مواقفي ..فقد قلت كلمة حق ذات مره ..ولم أخنع أو أرضخ قأقاموا الدنيا وأقعدوها وحاربوني وحاربوا أهلي وأصدقائي ولفقوا التهم والأباطيل ..وتعدوا ذلك إلى أن مات من مات في سجونهم قهراً وحسرة ..
لقد عرفت من هم "الكفرة وحطب النار ووقوده" ولقد رأيت "عدالتهم" و"أخلاقهم الفاضلة" .. آلاف السنين مضت من عمري وأنا أردد نحن الأفضل والأحسن والأعدل ذهبت هباءً منبثا .
أضع رسالتي هذه بين يديك أبحث عن حل ..ها أنا أعرض عليك معاناتي فهل لتساعدني أرجوك أن لا تتجاهل رسالتي هذه مثل بقية من كتبت لهم ..أنا بإنتظار ردك ..وشكراً لك ؟!
انتهت الرسالة.
أيها القارئ بعد أن عرضت عليك رسالة صديقي (واق بن ذكر الواقي)..
أدعوا الله أن يرفع عنه ما هو فيه وأنا أوعد الجميع أنني سأرد عليك (يا واق بن ذكر الواق واقي) في مقالي الأسبوع القادم إن شاء الله .

وللحديث بقية ..

الخميس، 7 يوليو 2011

من هناك وصلنا إلى هنا

من هناك وصلنا إلى هنا

أعزائي القراء الكرام عند الكتابة وفي التركيز على الإفادة تختلف الأفكار فتتجاذب المفردات فيضيق الخناق على الكاتب لأنه قد يرى أحيانا إبهام مايكتب أفضل من اظهاره .. والهروب من الواقع للخيال للتعبير عن الآهات المعذبة للذات الطف بكثير من الجراح والتعبير بالنواح .. فالحياة كلمات لا اختلاف بل متشابهة ولذا قررت الاكتفاء والبحث عن المزيد ..

فعند المغيب ننتظر الشروق نستطيع ان نمسح ما انتهى لنبداء من جديد .. فعند الكثير من الخلق تعابير واثير ولا نقدر الا على ما نستطيع ان نعمل على قدر ما نقدر فالساعة تعيد ما نريد لاننا لانريد احياناً اعادة الزمن فالمكان تحديد للامان او عدم الامان والحقيقة رائي باعين المتسلطين تذكرهم بصداع الشقيقة وأصحاب الاموال دائماً يحكموا او يتحكموا وهم لهم اسياد فهم مربوطون بمالهم ومحترمون بجيوبهم فلا حياة سعيدة لعبد المال ..!

  هناك امور عدة وهنا امور اكثر من هناك .. فيقيننا يتفرع من احلام ومصيرنا متعلق بنهايتنا .. فبالأمل يصحو النيام .. وباليأس يموت الكثيرون .. لذا وجب علينا ايضاح بعض الأمور الجارية والتي لم تجري وقد تجري لاحقاً ..

  فنحن بعالم صادق كاذب متغير ثابت متقلب دوماً من هناك الى هنا والسياسة كذبة كبيرة كما يقال عنها واكبر كذباتها بناء المستقبل واصلاحه للاجيال القادمة هذا ما يذاع ويعلق عنه بجميع وسائل الكون ووسائل الاتصالات المرئية والمقرؤة والمسموعة .. وهل هذا فعلاً ما حدث هناك حتى يصبح حدوثه هنا واقعاً .. فتعالو لنبحث اين الانسان من علاقته مع المخلوقات الاخرى لاننا بزمن كل العلاقات الانسانية محترمة ومنصفة ولا تحتاج الى نظر لذا وجب علينا البحث بعلاقاتنا مع المخلوقات الاخرى .. علينا ان نعلم الحيوانات النطق كما علينا ان لانسمح لها بالكذب لانه لاوجود له في عالمنا نحن البشر ويجب ان نطعمها ونعطي كل حيوان مطيع حقه الكامل من الاطراء كما يجب ان نمنعها من ان تضرب و تضر بعضها بالكلام الغير صحيح او النطق السيء لاننا تجاوزنا هذه من عالمنا البشري هناك .. كما انه علينا تعليمها عدم دخول منازل الآخرين إلا بعد ان تستأذن او تدعى اليها لاننا هنا نحترم بيوت بعضنا ولا ندخل فيها اقتداء بما انزل علينا بكل الديانات السماوية والأعراف والقوانين .

  كما اننا هناك تنافسنا شريف وطاهر وغير مؤذ لذا علينا هنا ان نعلم الحيوانات كيف لها ان لا تأكل بعضها بعضاً وان لاتعض من اطعمها وان تعتني بصغارها دون قتل او اكل او نبذ احدها فنحن هنا تجاوزنا ذلك فالجميع مكرم غير مهان معطى حقه فمقدار ذكائه مساعد على تنمية أفكاره والكل منا مطبق ذلك في عالمنا البشري حتى انه لا يوجد لدينا ما يمكن اصلاحة من كثرة صلاحه وعدم القدرة على استخدامه لئلا يتسخ او يصداء فلا يوجد ما يصداء اصلاً ..

  الا ترون بأنني قد تجاوزت الحد نعم قد اكون تجاوزت حدودي ولكن هل هناك من لم يصل الى هنا بعد ان تجاوز الحدود فهل هناك حدود فعلاً ومن وضعها هل هناك ام هنا ومن اقتنع بها..؟ فهل نحن افضل من غيرنا من المخلوقات مثلا كاي كائن حيواني او حتى حشرات او غيرها ؟ واذا كانت اجابتكم بنعم فانتبهوا ذلك فهي عالم فارغ من الضمير والصدق لبني البشر ؟

يبدأ يومنا ونتائجه مع ظهور القمر فا الشمس لا تعني سوى كشف المخفي والمخفي لا يظهر مع ذبول الوقت والوقت لا نعرفه إلا إذا خسرنا حبيب والحبيب يتنوع حسب الأشخاص ورؤيتهم وذوقهم والذوق لا يمكن أن يكون واحداً أو جميلاً والجميل مطلب ضروري في هذه الدنيا مع اختلاف أنواعه وأنواعه عديدة لا تتبع صناعة أو استنساخ والاستنساخ إلى الآن لم ينجح النجاح المطلوب مع بعض الأسرار التي لم تعلن والذي يعلن لا يعني أنه الحقيقة أو الحقائق كاملة بل في اغلب الأحوال ما يعلن ليس إلا مجرد كذب وإشاعات والإشاعات هي ما يقدر بهذا الزمان بما يعادل 75% من حياة هذه البشرية على كوكب الأرض وكوكب الأرض قطعة صغيرة جداً ونقطة بمجرات كبيره يسكنها 7 مليارات إنسان وأكثر من 100 تريليون مخلوقات أخرى ومع ذلك لم نصل أو نعرف ما أهمية وجودنا فنحن نعيش لنموت ونموت لنبقى وهذه سنة الوجود فالارتفاع هو نسبة غير ثابتة إلا ما أراد الله لارتفاعه والانخفاض يسبب الضغط والفقر والسكر والحسد وغيرها من السلبيات التي تعود علينا بالايجابيات وكما تدين وحسب موقعك قد تشجع ويساعدك الكثيرين لإدانة الآخرين وهذه هي الحياة داخل كرة ماء صغيره فالأسماك  حلت مكان المسئولين والتجار فألقابهم هوامير وتماسيح وحيتان وانصح الروبيان والأسماك الصغيرة أن تذهب إلى الحدائق العامة وتزور الأشجار وتلبس جيداً كي لا تسلب إرادتها فنحن لازلنا نتسنكح مع المتسنكحين الخاضعين للمسائلة من أجهزة الجمارك وهيئة الرقابة لعدم دفعنا أجار الورق الذي نكتب عليه أفكارنا فعصرنا عصر الكلمة الملمعة والكلمة الصفراء ولكن لا حرية بالرأي إلا للمتنفذين مع إنهم قلة والقلة يملكون الغالبية لأنهم فقراء مال وفقراء ذات وهذا ليحصلوا على اجمل الملذات في موائدهم وتحت طاولاتهم وعلى أسرتهم حبة صباح وحبة مساء ولا مانع إذا كان هناك مزات عديدة بينها المهم أن نبقى وتبقى الأبواب مفتوحة مع ملاحظة عدم تكسير أي باب وإلا سيفتح بقوة النظام أو المخاواة آسف اقصد المساواة فنحن كما كنا ولازلنا نشعر بما لا نشعر به ونعي كل مالا يعيه الآخرين واقصد بالآخرين من أجسادنا فأيدينا تختلف عن أرجلنا مع إنها جميعاً تتشابه ولا تختلف إلا بالاستعمال وقد لا تختلف اليوم وغداً وبعد غد دقائق وساعات وأيام وشهور وسنين وعقود وقرون وهذه القرون تذكرني بالاعتقاد بان الكرة الأرضية على قرني ثور أو كما قال بعض الفلاسفة بأننا جيل تطور من قرود ((الله لا يقردنا)) الحمد لله أن هناك بعيداً عن هنا وهنا كان هناك وهناك سيبقى هنا وهنا سيغير ما هناك المهم أن هناك يعرف هنا وهنا يعتمد على ردة فعل هناك .
ألستم معي بان الخواطر والسخرية وبعض الكلام مقروء أو مرئي قد يكون من هناك إلى هنا ..

مع تحياتي ،،،

السبت، 2 أبريل 2011

الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد 2 -2


الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد 
رؤية حكيمة وقرار صائب ولكن ؟!
2-2
نشرت في 03/07/2007م

  في الحلقة الأولى ذكرت أن خبر إنشاء "هيئة مكافحة الفساد" كان بالنسبة لي أسعد خبر في هذا العام، كما أنني أحببت أن أوجه كلمة من أعماق قلبي إلى والدي خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – بمناسبة الإعلان عن إنشاء هذه الهيئة داخل مملكة الإنسانية وأوردت الأسباب التالية :
الأول :
(أن هناك رغبة صادقة وأكيدة في أجندة قائد مسيرة هذه البلاد "حفظه الله" ليست بالأقوال فقط إنما بالأقوال والأفعال معاً في اجتثاث مثل هذا المرض السرطاني منذ توليكم للحكم ).

الثاني :
(أن الإعلان عن إنشاء هذه الهيئة هي رسالة واضحة للجميع دون استثناء إن إرادتكم جادة ومخلصة في تحقيق العدالة والنظام والقانون وأن لا مجال لتجاهل هذا المرض فلا بد من مواجهته حتى لو لزم  الأمر الكي فلا تسامح مع العابثين والمفسدين في حقوق المواطنين )

الثالث :
(أن قرار إنشاء هذه الهيئة جاء متفقاً مع أهم ما طالبت به عبر سلسلة من المقالات والتي تحدثت فيها عن ضرورة مكافحة الفساد المستشري في جميع أوجه الحياة بمختلف أشكاله وصوره باعتبار محاربة الفساد والإصلاح هو الطريق الأمثل لنهوض الأمم والشعوب والارتقاء بها إلى أعلى الدرجات والمراتب السامية وأنه الوسيلة المهمة في عملية التنمية وانطلاق التقدم والازدهار ودفع مسيرة النهضة التنموية الشاملة في كافة مناحي الحياة .

أما في هذه الحلقة فأود الحديث عن جوانب م الضروري أخذها بعين الاعتبار ولكي تضطلع هذه "الهيئة" بدورها أتمنى من الأخوة القائمين على صياغة كافة أفكار هذا المشروع العظيم من حيث هياكله التنظيمية، وأهدافه الحيوية، وآليات عمله لتحقيق أهدافه والمسئوليات والصلاحيات المناطة به بصيغة أسئلة بسيطة جداً أزعجت رأسي منذ الإعلان عن هذه الهيئة  سأوجهها مبدئياً إلى معالي رئيس الديوان الملكي الأستاذ خالد التويجري والسبب اختياري  لشخص معاليكم هو : لأنك الشخص الذي سيتابع وينسق مع الجهة أو الجهات التي تعمل حالياً على بلورة مشروع "الهيئة" كما أنه من المفترض أن تسلمك رسمياً هذه الجهة كافة ما يتعلق بهذه الهيئة من مسؤوليات وواجبات وصلاحيات وهياكل تنظيمية وغيرها لتقوم بدورك بتقديمها لخادم الحرمين الشريفين – حفظه الله ورعاة – من هنا جاء السبب الثاني لاختياري لكم في الإجابة على هذه الأسئلة، فحين تكون إجابات القائمين على صياغة  مشروع "الهيئة" لا بد بالضرورة أن يكونوا قد أخذوا ملاحظاتي وتساؤلاتي التي عبرت عنها مقالاتي التي أشرت لها في الحلقة الأولى وملاحظات آخرين من زملائي الكتاب والصحفيين والمختصين بعين الاعتبار وترى معاليكم منطقية الإجابات وواقعيتها من قبل القائمين على صياغة كل ما يتعلق بمشروع "الهيئة" ومدى إمكانية تلبية الصيغة النهائية "للهيئة" لأهدافها وما يرمي له إنشاءها على أرض الواقع فإن ذلك هدفاً وطنياً يجمعنا ونتوحد خلفه فالكمال لله وحده لا شريك له .

معالي رئيس الديوان الأستاذ خالد التويجري..
ثق تماماً أن هدفي من هذه الأسئلة والاستفسارات ليس الاستعراض أو الإحراج لكائن من كان بقدر ما هو الحرص على إنجاح ولادة هذه الهيئة وإخراجها للواقع بالصورة التي يهدف لها ولي أمرنا جميعاً والدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – أو على الأقل تلبي الحد الأدنى من تطلعاته – وفقه الله – إنني كمواطن متابع ومراقب لأداء مؤسساتنا الوطنية الرسمية أريد لهذه الهيئة ولادة من دون تشوهات وعيوب كما حدث في عدد من "الهيئات" والتي أعلن عن إنشاءها في الآونة الأخيرة وعلى رأسها "هيئة البيعة" التي أدخلني ما ورد في الإعلان عنها بنفق مظلم من الحيرة والغموض في كثير من تفاصيلها كمشروع، حتى أنني شككت بقدراتي العقلية، ولكن بعد متابعتي للقاء التلفزيوني الذي أجري مع سيدي صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز – حفظه الله – حول هيئة البيعة أدركت أنني لست وحدي أحمل تلك الحيرة، وأنني لست وحدي من يتساءل عن كثير من التناقضات والغموض بل أن سموه كان قد عبر عن ذلك مرة بشكل مباشر ومرة أخرى بشكل غير مباشر في معرض إجاباته على أسئلة المقدم التلفزيوني .

معالي رئيس الديوان ..
إن الهيئة مشروع رجل الدولة الأول وقائدها وهي مشروع لم يرى الضوء حتى كتابتي لمقالي هذا، ولم تتبلور صيغته النهائية، لذا حين أطرح مثل هذه الاستفسارات فإن القائمين عليها لديهم الفرصة لتداركها وأخذها بعين الاعتبار في مرحلة التخطيط للهيئة، وهذه المرحلة هي الأفضل لتلافي ومعالجة الأمور من المرحلة التي تليها وهي مرحلة التنفيذ فوقوع القائمين على الهيئة بعد انطلاقها في أخطاء واضعي وثيقة الهيئة قد يسبب حرجاً تصعب معالجته بأي حال من الأحوال فتصبح الهيئة عبئاَ على الدولة وفرصة تقدمها على طبق من ذهب لمن أراد أن يسيء للدولة وسياستها الداخلية، فالخصوم والمناوئين لهذا البلد يتلذذون بمثل هذه الأمور ويألفون حولها قصص (ألف ليلة ولية) لينشروها بين أبناء المجتمع بهدف خلق الفتنة وزعزعة اللحمة والثقة بمؤسسات الدولة، والحاقد صاحب الفتنة لا يخفى عليكم أن مثل هذه الأمور حطب نيرانه التي يبحث عنها ليشعل بها فتنته التي هي أشد من القتل .

معالي رئيس الديوان ..
مؤمنين جميعناً أنه على الهيئة الالتزام بالصدق والشفافية والحياد والاستقلالية حتى يتسنى لها تحقيق المراد والهدف المنشود والحلم الذي يراود أبناء هذا الوطن لأن (الحياد) هو المنهج الأوحد والطريق الصحيح لرفع الظلم وتحقيق العدل في العديد من القطاعات الحكومية التي استشرى فيها هذا المرض السرطاني .
وسؤالي لمعاليكم : كيف يا ترى سيتحقق (الحياد) من قبل الأشخاص القائمين على هذه الهيئة، فالدولة مثلها مثل أي دولة في العالم من طبيعتها أن تتواجد فيها مراكز قوى تتصادم فيما بينها وتارة أخرى تتوافق حسب الظرف المصلحي العام في الدول الديمقراطية وخاصة في دول عالمنا الثالث ؟
إذاً من السهل أن نتحدث جميعاً عن (الشفافية) و (الحياد) و (الاستقلالية) ونألف عنها مئات المؤلفات والكتب، ونتغزل بها، لكن من الصعب أن نطبقها على أرض الواقع إلا نم خلال التصادم مع قوى أخرى متنفذه في كافة مفاصل القرار الرسمي مستفيدة من الوضع القائم في عدم المحاسبة والمساءلة لا تؤمن بمصطلح يقال له (الشفافية) و (الصدق) ..مصطلحات لا تعتبرها هذه القوى سوى مجرد كلمات للاستهلاك المحلي .
وبالحياد والمصداقية أيضاً يمكن لهذه الهيئة أن تؤدي دورها في محاسبة كبار المسئولين دون الخوف من أي شيء يعطل مسار عملها حتى لا يسود في المجتمع معاقبة الضعيف إذا سرق وترك الشريف كما حذر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من ذلك في قوله عن عائشة رضي الله عنها : (أن قريشاً أهمتهم المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا: من يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يجترئ عليه إلا أسامة حب رسوله الله "صلى الله عليه وسلم" ، فكلم رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، فقال: أتشفع في حد من حدود الله ؟! ثم قام فخطب فقال : يا أيها الناس إنما ضل من قبلكم إنهم كانوا إذا سرق الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف فيهم أقاموا عليه الحد وأيم الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها) .

معالي رئيس الديوان الملكي الأستاذ خالد التويجري..
سؤالي الثاني يقول : هل سيكون هناك برنامج حماية للعاملين في هذه الهيئة جراء التصادم مع قوى أكبر منها نفوذاً سلطوياً وقدرات قوى قد يدينها القائمين على الهيئة ويتخذون بحقها قرارات عقابية تجاه مسئول قوي ونافذ أو مسئولين أدينوا بأمور الفساد ؟! إن هذه مسألة من وجهة نظري الشخصية في غاية الأهمية فقد يكتشف الفساد في وزارات وإدارات لا يستغني أي مواطن عن مراجعتها وله مصالح معها، إن المسئولين في الهيئة سيتعرضون بصورة أو بأخرى لنوع من الانتقام ورد الاعتبار في وزارات سبق لهم أن اكتشفوا فيها جرائم فساد وأثبتوا تورط قياديين فيها بأمور الفساد والعكس صحيح فقد يستغل القائمين على هذه الهيئة مراكزهم الوظيفية أفضل استغلال بحيث من يحقق مصالحهم الشخصية في إدارات ووزارات أخرى يتم التغاضي عنه وتجاهل وزارته بالكامل من التفتيش والمحاسبة والمساءلة بينما من يقف في طريق مصالح مسئول أو مسئولين في الهيئة فلا بد من إجراء تفتيش وتحقيق وبحث وتقصي مستفيض مجهري دقيق على وزارته وإدارته .
أما سؤالي الثاني فهو : بما أن السواد ا لأعظم لبنية مجتمعنا السعودي قائم على كيانات متعددة من القبائل والعائلات والأسر الكبيرة جداً المترابطة والمتلاحمة خصوصاً في الأزمات فكيف نضمن أن لا يكون في الهيئة نوع من المجاملات والفزعات من مسئولين فيها تكريماً لأبن أو أبناء عمومتهم في تلك الوزارة او فرع للوزارة في تلك المدينة أو المحافظة أو الهجرة، أليس هذا وارداً وممارس في غالبية وزارتنا وإدارتنا وكافة مؤسساتنا الحكومية ؟
أما سؤالي الرابع فيقول : هناك عادة مشتركة ومستخدمة في كافة القطاعات والوزارات الحكومية لدى المتورطين في أعمال الفساد بحيث يكون هذا المسئول الملوثة يديه بكافة أصناف وأشكال الفساد على درجة عالية من الحذر الدائم فلا يترك أية وثائق تدينه وينسق مع الجهة المقابلة له بأن يكون هناك شخصاً ينوب عنه في كافة الأمور وهو يحميه من خلف الكواليس فلا يظهر في الصورة ولا من حيث التوقيع على أوراق أو استلام مبالغ أو بضاعة تم توريدها لمؤسسته، وغير تلك الأساليب والوسائل والطرق الواعية والذكية والحذرة في أدق التفاصيل بل جميع الكبار يضعون لهم كبش أو اكباش فداء وتضحية يستبدلون بآخرين حين يتم نحرهم فما هي الوسيلة لمعالجة هذا الوضع ؟!
سؤالي الخامس : من الواضح لي أن الهيئة ستطبق سياسة (من أين لك هذا ؟!) فهل يعني أن كل مسئول حين يتم تعيينه في منصب ما يجب أن يعلن رسمياً كافة أملاكه النقدية والعينية ؟! وهل يتم أيضاً معرفة ما لدى أبنائه وزوجته وأسرته بالكامل ؟! وكيف للهيئة من ضبط هذه المسألة فنحن يجب أن لا نستغبي المسئول وإلا لما كان مسئولاً في الدولة فالجميع لا يأكل مباشرة بأسمه بل أن هناك رجال له في الميدان يبحثون للمسئول ويسألون عن أفضل الولائم التي يكون لهم عمولات تستحق أن يخوضوا في كافة أشكال الفساد من أجلها فما مصير هؤلاء وكيف لنا ضبط استخدام هؤلاء المسئولين الفاسدين لهذه العينة من البشر التي أصبحت تنتشر في كل أرجاء بلادنا الحبيبة ؟ .

معالي رئيس الديوان الملكي الأستاذ خالد التويجري
علمنا رسول الله "صلى الله عليه وسلم" سيد هذه الأمة ونبيها أن نطبق القانون على الجميع دون استثناء وأن على الجميع أن يلتزم بالقانون الكبير قبل الصغير وأن يكون شعار السلطة والحكم في كل مكان هو هذه الجملة النبوية المطهرة (لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها) للمحافظة على حقوق الناس وأملاكهم وحرماتهم وما إلى ذلك، ويجب أن تكون السلطة جادة في تطبيقه على كل المواطنين بنحو متساو وبوتيرة واحدة حتى لا ينطبق علينا قول أخي الأمير عبدالرحمن بن مساعد في قصيدته :
احترامي للحرامي الجالس بالصف الأمامي
بأن يحاكم من يسرق مبالغ زهيدة من أجل أن يطعم بها أطفاله الجياع فيما يترك الحرامي الكبير الذي ينهب المليارات نتمنى أن تزول هذه الصورة المعكوسة لنرى تطبيق القانون على الجميع وفي جميع قطاعات الدولة بما في ذلك الأجهزة المعنية بالقانون نفسها وهي القضاء والادعاء العام والتحقيق والمحامين وحتى الصحافة التي تطبل لا لشيء سوى خدمة وتلميع ذلك أو هذا المسئول دون المراعاة لمصلحة الوطن والمواطن .
وعلى هذا الأساس فمن حق كل مواطن أن يطالب بمحاربة الفساد لقطع الطريق أمام كل معتد على حقوق المواطنين والمال العام ويمكن أن يتم ذلك من خلال انتخاب كل حي عضواً يمثله في الهيئة (مع ملاحظة أن لا تكون كالإنتخابات البلدية وما حصل خلالها من أحداث فاسدة) لتكون هذه الهيئة شاملة ومعبرة عن طموح وآمال المواطنين وممثلة فجميع أبناء الوطن وتتلقى تقاريرها من المتضررين أنفسهم الذين يتقدمون إليها بالشكاوي من خلال الممثلين لهم في الهيئة لأن إنشاء هذه الهيئة يصب في مصلحة المواطن البسيط الذي عادة ما يدفع فاتورة الفساد وحده دون أن يكون له دخل فيه .

معالي رئيس الديوان الملكي الأستاذ خالد التويجري
إن الإعلان عن هذه الهيئة هو بمثابة إقرار بانتشار الفساد وفي نفس الوقت إعلان حرب على الفساد والإصرار على اجتثاثه ولكن معاليكم يذكر أننا درسنا في المرحلة الابتدائية "أنه بسبب تفاحة واحدة فاسدة يعفن صندوق التفاح بكامله" وما قصدته أن نشر الفساد أياً كان نوعه يكون سريعاً وسهلاً، ولكن ما أصعب اجتثاثه وتنظيف أوساخه من الأنفس والأرواح في عصرنا هذا الملوث بكافة أنواع جراثيم الفساد، أننا في زمن يندر فيه الشرفاء أصحاب النزاهة وبياض اليدين من تلك الجراثيم والبكتيريا التي نتنفسها في كل لحظة لذا إن في إنشاء هذه الهيئة ولادة لمشروع التحدي والرهان الأخير .
نعم، يجب على القائمين على هذا المشروع اليوم وغداً أن يدركوا حقيقة طبيعة هذه الهيئة تمام الإدراك كما عليهم أن يتعلموا أن هناك "ديوان للمحاسبة" و "مباحث إدارية" والأهم تلك الهيئة التي سبق وأن شكلت برئاسة الشيخ محمد بن نويصر وغيرها من الإدارات والوزارات القائمة حالياً والتي تحمل طبيعة أهدافها جانب من اختصاص هيئتنا الجديدة ومع ذلك ننشئ هيئة جديدة ..ألا تعتقد معي أن في هذا إقرار من قبلنا بأن هناك خلل ما ..؟!

الخميس، 31 مارس 2011

الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد


الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد
رؤية حكيمة وقرار صائب ..ولكن ..؟!
1 -2
نشرت بتاريخ : 03/03/2007م

  بشرت الصحف السعودية الأسبوع الماضي المواطن السعودي بنبأ خير جديد يصب في مصلحة وخدمة الوطن والمواطن وهو خبر الإجراءات التي تتخذ في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – للإعلان عن تكيل أول هيئة وطنية لمكافحة الفساد في المملكة قريباً تكون مرتبطة بخادم الحرمين الشريفين شخصياً ويعين رئيسها بأمر ملكي بمرتبة وزير .
  وذكرت الصحف أن مبدأ المساءلة والصلاحية المتاحة لهذه الهيئة الوليدة يشمل جميع المسئولين مهما كانت مواقعهم دون استثناء بمن فهم الوزراء وكبار المسئولين والإداريين والتنفيذيين وفقاً للأنظمة مؤكدة أن ارتباط الهيئة بخادم الحرمين الشريفين سيعطيها دفعة قوية نحو اضطلاعها بمسؤولياتها تحقيقاً للأهداف التي أنشئت من أجلها وأن مباشرتها لاختصاصها ستكون بشكل تدريجي .
  وبعد إنشاء "الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد" رؤية حكيمة وقرار صائب يأتي في إطار سلسلة  القرارات والمبادرات الكريمة التي ظل يطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ وصوله إلى سدة الحكم في أغسطس (2005م) لخدمة ورقي وتطور هذا الوطن المعطاء .
  وتعتبر موافقة خادم الحرمين الشريفين الإشراف على إنشاء هذه الهيئة والعمل تحت مظلته نقلة نوعية كبيرة في عملية الإصلاح الإداري والمالي في المملكة الذي يقوده الملك عبدالله بن عبدالعزيز بنفسه ويشرف عليه ويتابعه لحظة بلحظة وذلك ليس بمستغرب على هذا المليك المحبوب الذي وهب نفسه لخدمة وطنه ومواطنيه منذ الوهلة الأولى لتوليه الحكم .
  ويبدوا لي أن تشكيل هذه الهيئة جاء بعد دراسات مستفيضة لما قدم وطرح وتم تداوله حول قضايا الفساد الذي أصبح ينتشر في المجتمع كما تنتشر النار في الهشيم لتشكل الإستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد ولتكون كذلك خطوة متقدمة لمشروع الإصلاح المتكامل الذي يقوده خادم الحرمين الشريفين ويستهدف التصدي لأي انحرافات أو تجاوزات يمكن لها أن تحدث خلال عمليات التنمية والتطوير بل والعمل الإداري الذي تشهده كافة المؤسسات في المملكة .
  ويأتي إنشاء "الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد" في السعودية لوضع حد لكافة التجاوزات التي تقع في المجتمع من قبل المسئولين مهما كانت مناصبهم ليطمئن المواطن بأن هذا الوطن هو في أيدي أمينة تعمل على معاقبة كل مقصر أو مستهتر أو مستغل لمنصبة لتحقيق أغراض شخصية في نفسه ومحاسبة كل من تسبب في تعطيل مصالح المواطنين بغير وجه حق أو تعدي على المال العام مهما علا شأنه ومهما بلغت رتبته .
  ورغم الاطمئنان إلى نزاهة وأمانة المواطنين والمسئولين جميعاً وتمسكهم بما يفرضه عليهم ديننا الإسلامي الحنيف وانتماءهم لهذا الوطن الشامخ إلا أنه لا يخلو بلد ممن تغويهم الشهوات وتغريهم الأطماع من أصحاب النفوس الضعيفة الذين يقعون في براثن الفساد والتفريط في الأمانة التي تم ائتمانهم عليها وهنا تأتي أهمية إنشاء هذه الهيئة لمكافحة الفساد والحفاظ على النزاهة العامة لحماية مصلحة الوطن والمواطن من أي تجاوزات أو انحرافات وقيل في المثل ((من أمن العقاب أساء الأدب)) .
  وبهذه المناسبة العزيزة على نفسي ونفس كل مواطن محب ومخلص لهذه الأرض المعطاءة أود أن أوجه الرسالة التالية :

والدي خادم الحرمين الشريفين..
بداية أتوجه بالشكر والتقدير على هذا القرار التاريخي والهام الذي كنت أعلم أكثر من غيري منذ توليتم مقاليد الحكم أنه سيكون يوماً حقيقة موجودة على الواقع ومؤسسة ضمن مؤسسات الدولة وفي القريب العاجل .

والدي خادم الحرمين الشريفين..
  في الحديث عن إنشاء هيئة لمكافحة الفساد داخل مملكة الإنسانية تعني لي شخصياً الشيء الكثير للأسباب التالية :

الأول :
(أن هناك رغبة صادقة وأكيدة في أجندة قائد مسيرة هذه البلاد "حفظه الله" ليست بالأقوال فقط إنما بالأقوال والأفعال معاً في اجتثاث مثل هذا المرض السرطاني منذ توليكم للحكم ).

الثاني :
(أن الإعلان عن إنشاء هذه الهيئة هي رسالة واضحة للجميع دون استثناء إن إرادتكم جادة ومخلصة في تحقيق العدالة والنظام والقانون وأن لا مجال لتجاهل هذا المرض فلا بد من مواجهته حتى لو لزم  الأمر الكي فلا تسامح مع العابثين والمفسدين في حقوق المواطنين )

الثالث :
(أن قرار إنشاء هذه الهيئة جاء متفقاً مع أهم ما طالبت به عبر سلسلة من المقالات والتي تحدثت فيها عن ضرورة مكافحة الفساد المستشري في جميع أوجه الحياة بمختلف أشكاله وصوره باعتبار محاربة الفساد والإصلاح هو الطريق الأمثل لنهوض الأمم والشعوب والارتقاء بها إلى أعلى الدرجات والمراتب السامية وأنه الوسيلة المهمة في عملية التنمية وانطلاق التقدم والازدهار ودفع مسيرة النهضة التنموية الشاملة في كافة مناحي الحياة .

والدي خادم الحرمين الشريفين..
أشرت في تلك المقالات إلى تطبيق مخلص وصادق لدعوتكم بتطبيق قانون (من أين لك هذا ؟) لمحاربة الثراء الحرام وإنشاء أجهزة رقابية خاصة بذلك وتفعيل الأجهزة الموجودة من خلال منحها المزيد من الصلاحيات العالية لمراقبة أداء الوزارات والإمارات والمؤسسات الحكومية المختلفة وأوجه صرف المال العام والوقوف على أوجه القصور في تنفيذ الخطط والبرامج المعتمدة لمعاقبة المتسببين والمقصرين الدين يعيقون الأداء والانطلاق نحو الأفضل والقضاء على المحسوبية والواسطة والرشوة .

والدي خادم الحرمين الشريفين..
في تلك المقالات استنكرت بشدة الاستغلال السيئ للسلطة وانتهاك القانون من قبل بعض المسئولين ضعفاء النفوس الذين جاءت بهم الصدفة أو المحسوبية لكراسي السلطة وهم ليسوا أهل ومحاسبة كل من يرتكب خطأ أو يخالف القانون مهما علا قدره أو ارتقى شأنه لاستئصال الفساد ولتكون المملكة الغالية أفضل دول العالم في تطبيق الأخلاق الفاضلة والتعاملات الإنسانية العادلة بين المجتمع .

والدي خادم الحرمين الشريفين..
من بين هذه المقالات والتي نشرتها صحيفة "الحقائق" الدولية على سبيل المثال لا الحصر مقالات بعنوان : (انطلاق مسيرة الإصلاح في مواجهة الفساد) بتاريخ 6 مايو 2006 و (أين المساءلة في مشروعات الإصلاح) بتاريخ 18 نوفمبر 2005 و (عبدالله آل سعود : لقد كنت أحذر منك .. والآن أخشى عليك) بتاريخ 22 سبتمبر 2006م و (رسالة إلى رئيس هيئة حقوق الإنسان السعودية) بتاريخ 22 اكتوبر 2006م و (أحلام اليقظة لأمير ساذج) بتاريخ 24 مارس 2006م .

والدي خادم الحرمين الشريفين..
وفقكم الله وسدد خطاكم لإنشاء هذه الهيئة الفتية لتنهض بأعمالها في المراقبة الدقيقة لأداء مختلف الأجهزة الحكومية والمتابعة الشاملة لأعمال كافة المسئولين من خلال العمل على تحري الدقة وتكريس النزاهة وحماية الحق العام والمال الوطني وحقوق المواطنين جميعاً وترشيد الأداء الإداري لتكون هذه الهيئة  بحق وحقيقة الخطوة الأكثر وضوحاً على سبيل الإصلاح الذي تتوخاه القيادة الرشيدة ولتصبح الدلالة الواضحة على أن المملكة تعيش عصراً حقيقياً من الشفافية والصدق وتشهد عهداً زاهراً تصبح فيه مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار ولتكون هذه الهيئة بمثابة إعلان حرب رسمية ومخططة لا يقف أمامها شيء لاستئصال بؤر الفساد بشتى صوره ومظاهرة ومعاقبة المفسدين بدون استثناء مهما كان موقعة .

((وللحديث بقية))

الخميس، 3 مارس 2011

وقفة تأمل في واقع الشعوب


وقفة تأمل في واقع الشعوب
نشرت بتاريخ 05/09/2007

أحبائي وأعزائي القراء الكرام .. أبارك لكم هذه الأيام المباركة من هذا الشهر الفضيل الذي يجمعنا به الإحساس بكرم الخالق عز وجل وكسب المغفرة والرحمة والحسنات ومنحنا الوقت الكافي للشعور والإحساس بغيرنا من بني آدم وحيوانات ومخلوقات سخرت بأمره سبحانه وتعالى لخدمتنا .. لنراجع كل ما يربطنا بإنسانيتنا المتأصلة فينا لنعيش ونسعد وبها نتساوى ونصعد .
فاليوم وكل يوم سأكتب لكم وأخاطب فيكم إنسانيتكم من أجل خدمتكم وإسعادكم  أنادي بصوت عال وأصرخ لنقمع الفساد ولنطهر أنفسنا وأرواحنا في هذه الأيام المباركة وننتشل الفساد من أفكارنا وخيالنا وأعمالنا .. أكتب لأذكر نفسي واستعين بقلمي وخبرتي لأعيش سعيدا محبا لخالقي ولخلقه بدون خوف أو وجل أو رياء فعندما كنت صغيرا كنت صلبا وقد يكون ذلك بسبب العمليات الجراحية وتأثير البنج أو الشعور بالنقص أمام أقراني كنت عصبي المزاج لفترة ليست بالقصيرة ولكن وبعد أن بلغت الثلاثين عاما بدأت أشاهد وأتأمل وأحس بكل ما املك من حواس  فتعلمت من الواقع وتأثرت بما عرفته من الأخلاق النبيلة التي تحلى بها الأنبياء والرسل وخاصة خاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم واكتسبت ما يفيدني من تأملاتي فيما قرأته ولمسته ,وقدمت من خلال مقالاتي وكتابي " هذه هي حقيقتنا " عدد من القضايا التي تهم جميع شرائح المجتمع وتم اقتباس العديد منها وترجمت إلى قرارات واعتمدت في مشاريع وشاهدت بعض أفكاري التي طرحتها في كتابي ومقالاتي على شاشة التلفاز بين مسلسلات وبين برامج حوارية وكانت آخر قضية شاهدتها على الشاشة هي الحلقة الرابعة والعشرون من مسلسل طاش ما طاش والتي تتحدث عن تكريم البارزين في المجتمع بعد وفاتهم  بينما يتم تهميشهم طوال حياتهم وأنا عندما اكتب واطرح القضايا يكون هدفي إنساني ابحث من ورائه عن البناء والتغيير وتكرار أفكاري وإعادة نشرها بأشكال مختلفة وطرق متعددة لا تمثل لي مشكلة إذا ما كان الهدف منه البناء ،  لأني سأستمر في طرح المزيد والمزيد من القضايا ومن أجل البناء فما وصلنا إليه اليوم  والواقع الذي نعيشه بحاجة لأن نستمر في ذلك  فلا القضاة يتحلون بالأمانة والصدق وسرعة الانجاز  والاهتمام بقضايا الناس والتأني في الحكم ومراعاة الله فيه كما قال سبحانه وتعالى (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى) النحل 16/90 وقال عز وجل (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) النساء وقال سبحانه ( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب) سورة ص 38/26 .
والمسئولين لا يعون أهمية تلك المسؤولية والأمانة التي حملوها فالرسول صلى الله عليه وسلم أخبر في الحديث الذي رواه الامام احمد في مسنده أن أول ثلاثة يدخلون النار أمير مسلط ،  وذو ثروة من مال لا يعطي حق ماله ، وفقير فخور . والمقصود بالأمير كل من تولى أمر الناس فقراراته قد تؤدي بحياة الآخرين أو تؤثر سلبا في حياتهم سواء كانوا ممن يعملوا لديه أو حتى تحت نطاق إقليمه أو إدارته أو مؤسسته  .. فالقاضي أو المسئول أو ولي الأمر لا يحق ولا يحل له أو ينافس العباد المصالح الدنيوية ولا يشترط  رواتب أو مكافآت مقابل الدعوة إلى الله أو الإمامة ولا يجوز أن يكون دين الله وأسمه عز وجل وسيلة لتحقيق مكاسب دنيوية فالرسول صلى الله عليه وسلم عاش فقيرا ومن بعده خلفاؤه الراشدون رضوان الله عليهم فكيف يكون القاضي تاجراً ويشارك العباد في أرزاقهم وهو الخصم والحكم .. فنحن بني يعرب أصبحنا باسم الشهادات دكاترة وبرفسورية بل أننا تفوقنا على ذاتنا فنحن علماء كبار لا يشق لنا غبار إلا أن طرح القضايا والمواضيع بمنظور إنساني والشعور والإحساس بالآخرين  يعتبر اليوم نادرا فالكل يصف محبوبته بأنها الأجمل والأفضل والأكمل حتى وصلنا إلى  أننا لا عيوب بنا او بمن حولنا بل العيب في هذه الشعوب  التي لا تعي ولا تفهم معنى الحرية أو الديمقراطية أو حتى معنى حياتها وكيف تتصرف وتسير أمورها إذا تركت لتفكر بغير أكلها ومشربها  وسترها فعلينا أن لا نخفف العبء عنها بل نزيده ليقتصر تفكيرها على التمسك بهذه الحياة الذليلة لنضمن من يخدمنا ويسهر على راحتنا ويتبعنا كالكلب الوفي يفدينا بنفسه لأننا كقضاة ومسئولين وولاة أمر وملوك ورؤساء وأمراء نحن الوطن والماء والهواء الذي تتنفسه الشعوب فالقائلين بذلك لم يقفوا مع أنفسهم وتساءلوا كم أخذوا منها وماذا منحوها .. قادوها وقبلوا بذلك فهل حموها وسهروا على راحتها .. ؟ لماذا تقولون وتكررون هذه المقولة عن شعوبكم التي تعي الحقيقة وتفهم ما يدور حولها حتى الحسابات التي تضخمت ووصلت إلى المليارات سواء بأسمائهم أو بأسماء وهمية ومع ذلك ما زالت الشعوب وفية تأمل الإصلاح وتنتظر الصلاح وهذا الإصلاح بحاجة  إلى فكر وخطة وقرار وعمل فسبعة مليارات لإصلاح القضاء ليست كافية  فمشكلة القضاء ليست مادية بل أن المشكلة تكمن في عدم فهم وتصور سبب الخلل في القضاء بدءً من اختيار القاضي مرورا بتحديد انتمائه لمنطقة معينة انتهاء بصلاحياته وعدم محاسبته بل النظام الممنوح له فالمال لن يحل المشكلة في جميع القطاعات وإني لأتعجب من طلب الشيخ سلمان العودة لمبلغ مماثل لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واكرر وبصوت عالي هذه المرة أن الإشكالية الحقيقية هي النظم والصلاحيات وآلية تنفيذ تلك الأنظمة نحن بحاجة لمجهود فكري لرؤى تتجاوز أقدامنا نحن بحاجة للتطلع لأفق أرحب وأن لا نستمر في معالجة الخطأ بأخطاء أخرى  فللشعوب حقوق وهي تأمل في الإصلاح  ولكنها تخشى من أن يكون جزاؤها جزاء سنمار أو كمجير أم عامر وهي الضبع التي أجارها أعرابي ودافع عنها بسيفه و قدم لها الماء واللبن فكان جزاؤه  أن شقت بطنه وقتلته ..  فقال عنها الشاعر :    
ومن يصنع المعـروف في  غير أهله   ...   يلاق الذي لاقى مجير  أم عامر
أدام لها حين  استجـــارت بقربه   ...   لها مخض ألبان اللقاح  الدرائر
وأسمنـها حتى اذا  ما تكـاملت   ...   فرته بأنياب لها  وأظافر
   فـقــل لـذوي المعــروف هـذا  جــــزاء من   ...   بـدا يـصنــع المعــروف في غـير شاكـــر
فالشعوب صابرة على المتنافسين والتي وصلت نسبة التصويت لهم 99% ومن لم يحصل على نصيب في السلطة أصبح معارضا ليس من أجل الشعوب ولكن من أجل السلطة  لذلك ساترك لك عزيزي القارئ ويا عزيزتي القارئة تصور القصة التي سأسردها بالعدد القادم فهذه مقدمتها التي أود أن تكون نبراسا عني وان الأمير إنسان له مشاعر وأحاسيس قد لا يملكها أكثر الناس معاناة وذلك وحسب نظرة  الآخرين سيكون سردها بقناعتي السابقة بالعدد القادم على أن تكون هناك سلسلة من القصص الواقعية حدثت لي ولإخواني يرحمهم الله .
مع أجمل أمنياتي لكم بأن يتقبل الله صيامكم وقيامكم ودعواتكم لما فيه خير امتنا وعزتنا ودمتم ذخرا .

حفيد الجدين


بعض التعليقات  التي علقت على المقالة :
أوركيد
إلى الأمير تركي بن بندر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جميل أن تكتب الحقيقة وتوضحها للجميع ولكن ليس كل ما هو حقيقي يقال بهذه الصورة
إن حكمك على الحكام انهم ينظرون للشعوب بهذه الطريقة ليست واقعية 100%  يعني هذه النظرة في الستينات او السبعينات الآن الوضع اختلف شوف المناصب كلها في يد الشعوب ومعيشة ومأكل ومشرب الشعوب هي بيد مواطنين وليست بيد الحكام أنفسهم فالوزراء والمدراء هم السبب في التقصير وليس الحكام فنحن نحمل الحكام كل المسؤولية في كل مكان وزمان إذا أردنا أن ننتقد الخطأ فعلينا تصوره وتحديد موطن الخلل كما ذكرت في مقالك وأنت أيضاً يجب عليك تحديد موطن الخلل في القضاء سواءً في الصين أو السعودية والسبع مليارات هي بداية لتوسيع القضاء وتعيين قضاة ومشاركة أوسع في حل القضايا المتعثرة وسيكون هناك تطوير في المناهج التي يدرسها القضاة ووجود فساد في القضاء أمر طبيعي على مدى القرون فلا يمكن أن يكون القضاة بذمة واحدة ولكننا نرتجي الخير في المستقبل .
والشيخ سينمار لا يستحقه أحد لا شعب ولا حكومة فالكل يعمل من أجل أن ينجح في عمله وحياته والجميع يتمنى أن يكون وطنه أفضل الأوطان ومن يودع أموالاً خارجيه فهو يخشى على نفسه من جزاء سنمار وأم عامر فكم رئيساً عاش في المنفى بعد أن أفنى حياته لخدمة وطنه وشاه إيران مثال لذلك .
 ***********************

الرد على التعليق السابق لأوركيد :
فيما يخص الحكام فإن الحاكم يتحمل مسؤولية الاختيار كما أن الإنسان يتحمل مسؤوليات تصرفه فلا يمكن أن تبطش اليد أو تسير القدم إلا بأمر من الدماغ كذلك لا يمكن أن يقتلع الفساد إذا لم نحاسب من قاموا بتعيينهم ولعلك تعلم مقولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. لو تعثرت شاة في العراق لسئل عنها عمر، فكيف نبرئهم من المسئولية وهم قبلوا بالحكم وتعيين من يرونه لإدارة المصالح ..؟
أما فيما يخص موطن الخلل في القضاء فقد كتبته بوضوح وأكرر أن القضاء ليس بحاجة لمال بقدر ما هو بحاجة لفكر وخطة ورؤى تتجاوز الأقدام ومع ذلك فإنك تقر بوجود الأخطاء وهي أمر طبيعي في نظرك على مدى عدة قرون وترتجي الخير في المستقبل أعتقد أن هنا تناقض عجيب فالإقرار بوجود الأخطاء والفساد لا يفيد إذا ما سارعنا بالإصلاح والمحاسبة من رأس الهرم إلى بقية القضاة .
أما الشيخ سلمان العودة فقد ناقض نفسه في برنامجه فقد ذكر بأن الهيئة بحاجة لإصلاح وتوجيه وأنت تذكر بأنها قطاع حكومي وهنا أدعوك لمراجعة دينك فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على كل مسلم وليس بالضرورة أن يكون هناك جهاز يتقمص شخصية الوصي على دين الله .
أما جزاء سنمار فدعني اتسائل معك عن جزاء محمد بن عبدالرحمن آل سعود ..؟!
علينا التأمل في الواقع ورؤية الواقع من جميع الزوايا .. فالنقد لا يكتب لمجرد النقد بل من أجل البناء ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
  ***********************

تعليق : قلب الصحراء
في البداية أشكر القائمين على الموقع بدءاً من سمو الأمير إلى المشرفين والمراقبين على الحرية والنقاش ومشاركة سمو الأمير شخصياً هذا الحوار
عزيزي أوركيد
الحكام والمحكومين هم في الأخير بشر والبشر معرضين للخطأ ويتحمل خطأه يعني لما يغلط الحاكم وتسوء حالة الشعوب لا يمكن أن نلوم الشعوب على ذلك والله ذكرتني بمسرحية الزعيم لعادل امام .
الشيء الثاني أنا قريت مقال الامير وقال أن نقده من أجل البناء والإنسانية يعني النقد ونقاش المشكلة وتقديم الأفكار والقصص والتجارب هي مساهمة في البناء مثل ما قيل ..إن لم تزد في الدنيا فأنت زائداً عليها .. خلونا نسمع ونتكلم خلونا ناخذ ونعطي خلونا نتحاور ونقدم كل جديد يخصنا بس لا نحط راسنا في التراب ونقول كلنا صح ومافيه شيء واللي يصير ويحصل لنا هذا قدر وخلونا نصبر فأجر الصبر الجنة .
  ***********************

تعليق : عفواً هذا زمن الاهلي
أنا أضم صوتي لصوت الأخ قلب الصحراء
الحكام والمحكومين .. هم في الأخير بشر وكل البشر معرضين للخطأ وكل مخطئ يتحمل خطأه يعني لما يغلط الحاكم وتسوء حاله الشعوب لا يمكن أن نلوم الشعوب
والشيء الي عجبني بالمقال الحرية والصراحة المطلقة