الخميس، 31 مارس 2011

الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد


الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد
رؤية حكيمة وقرار صائب ..ولكن ..؟!
1 -2
نشرت بتاريخ : 03/03/2007م

  بشرت الصحف السعودية الأسبوع الماضي المواطن السعودي بنبأ خير جديد يصب في مصلحة وخدمة الوطن والمواطن وهو خبر الإجراءات التي تتخذ في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – للإعلان عن تكيل أول هيئة وطنية لمكافحة الفساد في المملكة قريباً تكون مرتبطة بخادم الحرمين الشريفين شخصياً ويعين رئيسها بأمر ملكي بمرتبة وزير .
  وذكرت الصحف أن مبدأ المساءلة والصلاحية المتاحة لهذه الهيئة الوليدة يشمل جميع المسئولين مهما كانت مواقعهم دون استثناء بمن فهم الوزراء وكبار المسئولين والإداريين والتنفيذيين وفقاً للأنظمة مؤكدة أن ارتباط الهيئة بخادم الحرمين الشريفين سيعطيها دفعة قوية نحو اضطلاعها بمسؤولياتها تحقيقاً للأهداف التي أنشئت من أجلها وأن مباشرتها لاختصاصها ستكون بشكل تدريجي .
  وبعد إنشاء "الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد" رؤية حكيمة وقرار صائب يأتي في إطار سلسلة  القرارات والمبادرات الكريمة التي ظل يطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ وصوله إلى سدة الحكم في أغسطس (2005م) لخدمة ورقي وتطور هذا الوطن المعطاء .
  وتعتبر موافقة خادم الحرمين الشريفين الإشراف على إنشاء هذه الهيئة والعمل تحت مظلته نقلة نوعية كبيرة في عملية الإصلاح الإداري والمالي في المملكة الذي يقوده الملك عبدالله بن عبدالعزيز بنفسه ويشرف عليه ويتابعه لحظة بلحظة وذلك ليس بمستغرب على هذا المليك المحبوب الذي وهب نفسه لخدمة وطنه ومواطنيه منذ الوهلة الأولى لتوليه الحكم .
  ويبدوا لي أن تشكيل هذه الهيئة جاء بعد دراسات مستفيضة لما قدم وطرح وتم تداوله حول قضايا الفساد الذي أصبح ينتشر في المجتمع كما تنتشر النار في الهشيم لتشكل الإستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد ولتكون كذلك خطوة متقدمة لمشروع الإصلاح المتكامل الذي يقوده خادم الحرمين الشريفين ويستهدف التصدي لأي انحرافات أو تجاوزات يمكن لها أن تحدث خلال عمليات التنمية والتطوير بل والعمل الإداري الذي تشهده كافة المؤسسات في المملكة .
  ويأتي إنشاء "الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد" في السعودية لوضع حد لكافة التجاوزات التي تقع في المجتمع من قبل المسئولين مهما كانت مناصبهم ليطمئن المواطن بأن هذا الوطن هو في أيدي أمينة تعمل على معاقبة كل مقصر أو مستهتر أو مستغل لمنصبة لتحقيق أغراض شخصية في نفسه ومحاسبة كل من تسبب في تعطيل مصالح المواطنين بغير وجه حق أو تعدي على المال العام مهما علا شأنه ومهما بلغت رتبته .
  ورغم الاطمئنان إلى نزاهة وأمانة المواطنين والمسئولين جميعاً وتمسكهم بما يفرضه عليهم ديننا الإسلامي الحنيف وانتماءهم لهذا الوطن الشامخ إلا أنه لا يخلو بلد ممن تغويهم الشهوات وتغريهم الأطماع من أصحاب النفوس الضعيفة الذين يقعون في براثن الفساد والتفريط في الأمانة التي تم ائتمانهم عليها وهنا تأتي أهمية إنشاء هذه الهيئة لمكافحة الفساد والحفاظ على النزاهة العامة لحماية مصلحة الوطن والمواطن من أي تجاوزات أو انحرافات وقيل في المثل ((من أمن العقاب أساء الأدب)) .
  وبهذه المناسبة العزيزة على نفسي ونفس كل مواطن محب ومخلص لهذه الأرض المعطاءة أود أن أوجه الرسالة التالية :

والدي خادم الحرمين الشريفين..
بداية أتوجه بالشكر والتقدير على هذا القرار التاريخي والهام الذي كنت أعلم أكثر من غيري منذ توليتم مقاليد الحكم أنه سيكون يوماً حقيقة موجودة على الواقع ومؤسسة ضمن مؤسسات الدولة وفي القريب العاجل .

والدي خادم الحرمين الشريفين..
  في الحديث عن إنشاء هيئة لمكافحة الفساد داخل مملكة الإنسانية تعني لي شخصياً الشيء الكثير للأسباب التالية :

الأول :
(أن هناك رغبة صادقة وأكيدة في أجندة قائد مسيرة هذه البلاد "حفظه الله" ليست بالأقوال فقط إنما بالأقوال والأفعال معاً في اجتثاث مثل هذا المرض السرطاني منذ توليكم للحكم ).

الثاني :
(أن الإعلان عن إنشاء هذه الهيئة هي رسالة واضحة للجميع دون استثناء إن إرادتكم جادة ومخلصة في تحقيق العدالة والنظام والقانون وأن لا مجال لتجاهل هذا المرض فلا بد من مواجهته حتى لو لزم  الأمر الكي فلا تسامح مع العابثين والمفسدين في حقوق المواطنين )

الثالث :
(أن قرار إنشاء هذه الهيئة جاء متفقاً مع أهم ما طالبت به عبر سلسلة من المقالات والتي تحدثت فيها عن ضرورة مكافحة الفساد المستشري في جميع أوجه الحياة بمختلف أشكاله وصوره باعتبار محاربة الفساد والإصلاح هو الطريق الأمثل لنهوض الأمم والشعوب والارتقاء بها إلى أعلى الدرجات والمراتب السامية وأنه الوسيلة المهمة في عملية التنمية وانطلاق التقدم والازدهار ودفع مسيرة النهضة التنموية الشاملة في كافة مناحي الحياة .

والدي خادم الحرمين الشريفين..
أشرت في تلك المقالات إلى تطبيق مخلص وصادق لدعوتكم بتطبيق قانون (من أين لك هذا ؟) لمحاربة الثراء الحرام وإنشاء أجهزة رقابية خاصة بذلك وتفعيل الأجهزة الموجودة من خلال منحها المزيد من الصلاحيات العالية لمراقبة أداء الوزارات والإمارات والمؤسسات الحكومية المختلفة وأوجه صرف المال العام والوقوف على أوجه القصور في تنفيذ الخطط والبرامج المعتمدة لمعاقبة المتسببين والمقصرين الدين يعيقون الأداء والانطلاق نحو الأفضل والقضاء على المحسوبية والواسطة والرشوة .

والدي خادم الحرمين الشريفين..
في تلك المقالات استنكرت بشدة الاستغلال السيئ للسلطة وانتهاك القانون من قبل بعض المسئولين ضعفاء النفوس الذين جاءت بهم الصدفة أو المحسوبية لكراسي السلطة وهم ليسوا أهل ومحاسبة كل من يرتكب خطأ أو يخالف القانون مهما علا قدره أو ارتقى شأنه لاستئصال الفساد ولتكون المملكة الغالية أفضل دول العالم في تطبيق الأخلاق الفاضلة والتعاملات الإنسانية العادلة بين المجتمع .

والدي خادم الحرمين الشريفين..
من بين هذه المقالات والتي نشرتها صحيفة "الحقائق" الدولية على سبيل المثال لا الحصر مقالات بعنوان : (انطلاق مسيرة الإصلاح في مواجهة الفساد) بتاريخ 6 مايو 2006 و (أين المساءلة في مشروعات الإصلاح) بتاريخ 18 نوفمبر 2005 و (عبدالله آل سعود : لقد كنت أحذر منك .. والآن أخشى عليك) بتاريخ 22 سبتمبر 2006م و (رسالة إلى رئيس هيئة حقوق الإنسان السعودية) بتاريخ 22 اكتوبر 2006م و (أحلام اليقظة لأمير ساذج) بتاريخ 24 مارس 2006م .

والدي خادم الحرمين الشريفين..
وفقكم الله وسدد خطاكم لإنشاء هذه الهيئة الفتية لتنهض بأعمالها في المراقبة الدقيقة لأداء مختلف الأجهزة الحكومية والمتابعة الشاملة لأعمال كافة المسئولين من خلال العمل على تحري الدقة وتكريس النزاهة وحماية الحق العام والمال الوطني وحقوق المواطنين جميعاً وترشيد الأداء الإداري لتكون هذه الهيئة  بحق وحقيقة الخطوة الأكثر وضوحاً على سبيل الإصلاح الذي تتوخاه القيادة الرشيدة ولتصبح الدلالة الواضحة على أن المملكة تعيش عصراً حقيقياً من الشفافية والصدق وتشهد عهداً زاهراً تصبح فيه مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار ولتكون هذه الهيئة بمثابة إعلان حرب رسمية ومخططة لا يقف أمامها شيء لاستئصال بؤر الفساد بشتى صوره ومظاهرة ومعاقبة المفسدين بدون استثناء مهما كان موقعة .

((وللحديث بقية))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق