الخميس، 3 مارس 2011

وقفة تأمل في واقع الشعوب


وقفة تأمل في واقع الشعوب
نشرت بتاريخ 05/09/2007

أحبائي وأعزائي القراء الكرام .. أبارك لكم هذه الأيام المباركة من هذا الشهر الفضيل الذي يجمعنا به الإحساس بكرم الخالق عز وجل وكسب المغفرة والرحمة والحسنات ومنحنا الوقت الكافي للشعور والإحساس بغيرنا من بني آدم وحيوانات ومخلوقات سخرت بأمره سبحانه وتعالى لخدمتنا .. لنراجع كل ما يربطنا بإنسانيتنا المتأصلة فينا لنعيش ونسعد وبها نتساوى ونصعد .
فاليوم وكل يوم سأكتب لكم وأخاطب فيكم إنسانيتكم من أجل خدمتكم وإسعادكم  أنادي بصوت عال وأصرخ لنقمع الفساد ولنطهر أنفسنا وأرواحنا في هذه الأيام المباركة وننتشل الفساد من أفكارنا وخيالنا وأعمالنا .. أكتب لأذكر نفسي واستعين بقلمي وخبرتي لأعيش سعيدا محبا لخالقي ولخلقه بدون خوف أو وجل أو رياء فعندما كنت صغيرا كنت صلبا وقد يكون ذلك بسبب العمليات الجراحية وتأثير البنج أو الشعور بالنقص أمام أقراني كنت عصبي المزاج لفترة ليست بالقصيرة ولكن وبعد أن بلغت الثلاثين عاما بدأت أشاهد وأتأمل وأحس بكل ما املك من حواس  فتعلمت من الواقع وتأثرت بما عرفته من الأخلاق النبيلة التي تحلى بها الأنبياء والرسل وخاصة خاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم واكتسبت ما يفيدني من تأملاتي فيما قرأته ولمسته ,وقدمت من خلال مقالاتي وكتابي " هذه هي حقيقتنا " عدد من القضايا التي تهم جميع شرائح المجتمع وتم اقتباس العديد منها وترجمت إلى قرارات واعتمدت في مشاريع وشاهدت بعض أفكاري التي طرحتها في كتابي ومقالاتي على شاشة التلفاز بين مسلسلات وبين برامج حوارية وكانت آخر قضية شاهدتها على الشاشة هي الحلقة الرابعة والعشرون من مسلسل طاش ما طاش والتي تتحدث عن تكريم البارزين في المجتمع بعد وفاتهم  بينما يتم تهميشهم طوال حياتهم وأنا عندما اكتب واطرح القضايا يكون هدفي إنساني ابحث من ورائه عن البناء والتغيير وتكرار أفكاري وإعادة نشرها بأشكال مختلفة وطرق متعددة لا تمثل لي مشكلة إذا ما كان الهدف منه البناء ،  لأني سأستمر في طرح المزيد والمزيد من القضايا ومن أجل البناء فما وصلنا إليه اليوم  والواقع الذي نعيشه بحاجة لأن نستمر في ذلك  فلا القضاة يتحلون بالأمانة والصدق وسرعة الانجاز  والاهتمام بقضايا الناس والتأني في الحكم ومراعاة الله فيه كما قال سبحانه وتعالى (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى) النحل 16/90 وقال عز وجل (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) النساء وقال سبحانه ( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب) سورة ص 38/26 .
والمسئولين لا يعون أهمية تلك المسؤولية والأمانة التي حملوها فالرسول صلى الله عليه وسلم أخبر في الحديث الذي رواه الامام احمد في مسنده أن أول ثلاثة يدخلون النار أمير مسلط ،  وذو ثروة من مال لا يعطي حق ماله ، وفقير فخور . والمقصود بالأمير كل من تولى أمر الناس فقراراته قد تؤدي بحياة الآخرين أو تؤثر سلبا في حياتهم سواء كانوا ممن يعملوا لديه أو حتى تحت نطاق إقليمه أو إدارته أو مؤسسته  .. فالقاضي أو المسئول أو ولي الأمر لا يحق ولا يحل له أو ينافس العباد المصالح الدنيوية ولا يشترط  رواتب أو مكافآت مقابل الدعوة إلى الله أو الإمامة ولا يجوز أن يكون دين الله وأسمه عز وجل وسيلة لتحقيق مكاسب دنيوية فالرسول صلى الله عليه وسلم عاش فقيرا ومن بعده خلفاؤه الراشدون رضوان الله عليهم فكيف يكون القاضي تاجراً ويشارك العباد في أرزاقهم وهو الخصم والحكم .. فنحن بني يعرب أصبحنا باسم الشهادات دكاترة وبرفسورية بل أننا تفوقنا على ذاتنا فنحن علماء كبار لا يشق لنا غبار إلا أن طرح القضايا والمواضيع بمنظور إنساني والشعور والإحساس بالآخرين  يعتبر اليوم نادرا فالكل يصف محبوبته بأنها الأجمل والأفضل والأكمل حتى وصلنا إلى  أننا لا عيوب بنا او بمن حولنا بل العيب في هذه الشعوب  التي لا تعي ولا تفهم معنى الحرية أو الديمقراطية أو حتى معنى حياتها وكيف تتصرف وتسير أمورها إذا تركت لتفكر بغير أكلها ومشربها  وسترها فعلينا أن لا نخفف العبء عنها بل نزيده ليقتصر تفكيرها على التمسك بهذه الحياة الذليلة لنضمن من يخدمنا ويسهر على راحتنا ويتبعنا كالكلب الوفي يفدينا بنفسه لأننا كقضاة ومسئولين وولاة أمر وملوك ورؤساء وأمراء نحن الوطن والماء والهواء الذي تتنفسه الشعوب فالقائلين بذلك لم يقفوا مع أنفسهم وتساءلوا كم أخذوا منها وماذا منحوها .. قادوها وقبلوا بذلك فهل حموها وسهروا على راحتها .. ؟ لماذا تقولون وتكررون هذه المقولة عن شعوبكم التي تعي الحقيقة وتفهم ما يدور حولها حتى الحسابات التي تضخمت ووصلت إلى المليارات سواء بأسمائهم أو بأسماء وهمية ومع ذلك ما زالت الشعوب وفية تأمل الإصلاح وتنتظر الصلاح وهذا الإصلاح بحاجة  إلى فكر وخطة وقرار وعمل فسبعة مليارات لإصلاح القضاء ليست كافية  فمشكلة القضاء ليست مادية بل أن المشكلة تكمن في عدم فهم وتصور سبب الخلل في القضاء بدءً من اختيار القاضي مرورا بتحديد انتمائه لمنطقة معينة انتهاء بصلاحياته وعدم محاسبته بل النظام الممنوح له فالمال لن يحل المشكلة في جميع القطاعات وإني لأتعجب من طلب الشيخ سلمان العودة لمبلغ مماثل لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واكرر وبصوت عالي هذه المرة أن الإشكالية الحقيقية هي النظم والصلاحيات وآلية تنفيذ تلك الأنظمة نحن بحاجة لمجهود فكري لرؤى تتجاوز أقدامنا نحن بحاجة للتطلع لأفق أرحب وأن لا نستمر في معالجة الخطأ بأخطاء أخرى  فللشعوب حقوق وهي تأمل في الإصلاح  ولكنها تخشى من أن يكون جزاؤها جزاء سنمار أو كمجير أم عامر وهي الضبع التي أجارها أعرابي ودافع عنها بسيفه و قدم لها الماء واللبن فكان جزاؤه  أن شقت بطنه وقتلته ..  فقال عنها الشاعر :    
ومن يصنع المعـروف في  غير أهله   ...   يلاق الذي لاقى مجير  أم عامر
أدام لها حين  استجـــارت بقربه   ...   لها مخض ألبان اللقاح  الدرائر
وأسمنـها حتى اذا  ما تكـاملت   ...   فرته بأنياب لها  وأظافر
   فـقــل لـذوي المعــروف هـذا  جــــزاء من   ...   بـدا يـصنــع المعــروف في غـير شاكـــر
فالشعوب صابرة على المتنافسين والتي وصلت نسبة التصويت لهم 99% ومن لم يحصل على نصيب في السلطة أصبح معارضا ليس من أجل الشعوب ولكن من أجل السلطة  لذلك ساترك لك عزيزي القارئ ويا عزيزتي القارئة تصور القصة التي سأسردها بالعدد القادم فهذه مقدمتها التي أود أن تكون نبراسا عني وان الأمير إنسان له مشاعر وأحاسيس قد لا يملكها أكثر الناس معاناة وذلك وحسب نظرة  الآخرين سيكون سردها بقناعتي السابقة بالعدد القادم على أن تكون هناك سلسلة من القصص الواقعية حدثت لي ولإخواني يرحمهم الله .
مع أجمل أمنياتي لكم بأن يتقبل الله صيامكم وقيامكم ودعواتكم لما فيه خير امتنا وعزتنا ودمتم ذخرا .

حفيد الجدين


بعض التعليقات  التي علقت على المقالة :
أوركيد
إلى الأمير تركي بن بندر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جميل أن تكتب الحقيقة وتوضحها للجميع ولكن ليس كل ما هو حقيقي يقال بهذه الصورة
إن حكمك على الحكام انهم ينظرون للشعوب بهذه الطريقة ليست واقعية 100%  يعني هذه النظرة في الستينات او السبعينات الآن الوضع اختلف شوف المناصب كلها في يد الشعوب ومعيشة ومأكل ومشرب الشعوب هي بيد مواطنين وليست بيد الحكام أنفسهم فالوزراء والمدراء هم السبب في التقصير وليس الحكام فنحن نحمل الحكام كل المسؤولية في كل مكان وزمان إذا أردنا أن ننتقد الخطأ فعلينا تصوره وتحديد موطن الخلل كما ذكرت في مقالك وأنت أيضاً يجب عليك تحديد موطن الخلل في القضاء سواءً في الصين أو السعودية والسبع مليارات هي بداية لتوسيع القضاء وتعيين قضاة ومشاركة أوسع في حل القضايا المتعثرة وسيكون هناك تطوير في المناهج التي يدرسها القضاة ووجود فساد في القضاء أمر طبيعي على مدى القرون فلا يمكن أن يكون القضاة بذمة واحدة ولكننا نرتجي الخير في المستقبل .
والشيخ سينمار لا يستحقه أحد لا شعب ولا حكومة فالكل يعمل من أجل أن ينجح في عمله وحياته والجميع يتمنى أن يكون وطنه أفضل الأوطان ومن يودع أموالاً خارجيه فهو يخشى على نفسه من جزاء سنمار وأم عامر فكم رئيساً عاش في المنفى بعد أن أفنى حياته لخدمة وطنه وشاه إيران مثال لذلك .
 ***********************

الرد على التعليق السابق لأوركيد :
فيما يخص الحكام فإن الحاكم يتحمل مسؤولية الاختيار كما أن الإنسان يتحمل مسؤوليات تصرفه فلا يمكن أن تبطش اليد أو تسير القدم إلا بأمر من الدماغ كذلك لا يمكن أن يقتلع الفساد إذا لم نحاسب من قاموا بتعيينهم ولعلك تعلم مقولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. لو تعثرت شاة في العراق لسئل عنها عمر، فكيف نبرئهم من المسئولية وهم قبلوا بالحكم وتعيين من يرونه لإدارة المصالح ..؟
أما فيما يخص موطن الخلل في القضاء فقد كتبته بوضوح وأكرر أن القضاء ليس بحاجة لمال بقدر ما هو بحاجة لفكر وخطة ورؤى تتجاوز الأقدام ومع ذلك فإنك تقر بوجود الأخطاء وهي أمر طبيعي في نظرك على مدى عدة قرون وترتجي الخير في المستقبل أعتقد أن هنا تناقض عجيب فالإقرار بوجود الأخطاء والفساد لا يفيد إذا ما سارعنا بالإصلاح والمحاسبة من رأس الهرم إلى بقية القضاة .
أما الشيخ سلمان العودة فقد ناقض نفسه في برنامجه فقد ذكر بأن الهيئة بحاجة لإصلاح وتوجيه وأنت تذكر بأنها قطاع حكومي وهنا أدعوك لمراجعة دينك فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على كل مسلم وليس بالضرورة أن يكون هناك جهاز يتقمص شخصية الوصي على دين الله .
أما جزاء سنمار فدعني اتسائل معك عن جزاء محمد بن عبدالرحمن آل سعود ..؟!
علينا التأمل في الواقع ورؤية الواقع من جميع الزوايا .. فالنقد لا يكتب لمجرد النقد بل من أجل البناء ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
  ***********************

تعليق : قلب الصحراء
في البداية أشكر القائمين على الموقع بدءاً من سمو الأمير إلى المشرفين والمراقبين على الحرية والنقاش ومشاركة سمو الأمير شخصياً هذا الحوار
عزيزي أوركيد
الحكام والمحكومين هم في الأخير بشر والبشر معرضين للخطأ ويتحمل خطأه يعني لما يغلط الحاكم وتسوء حالة الشعوب لا يمكن أن نلوم الشعوب على ذلك والله ذكرتني بمسرحية الزعيم لعادل امام .
الشيء الثاني أنا قريت مقال الامير وقال أن نقده من أجل البناء والإنسانية يعني النقد ونقاش المشكلة وتقديم الأفكار والقصص والتجارب هي مساهمة في البناء مثل ما قيل ..إن لم تزد في الدنيا فأنت زائداً عليها .. خلونا نسمع ونتكلم خلونا ناخذ ونعطي خلونا نتحاور ونقدم كل جديد يخصنا بس لا نحط راسنا في التراب ونقول كلنا صح ومافيه شيء واللي يصير ويحصل لنا هذا قدر وخلونا نصبر فأجر الصبر الجنة .
  ***********************

تعليق : عفواً هذا زمن الاهلي
أنا أضم صوتي لصوت الأخ قلب الصحراء
الحكام والمحكومين .. هم في الأخير بشر وكل البشر معرضين للخطأ وكل مخطئ يتحمل خطأه يعني لما يغلط الحاكم وتسوء حاله الشعوب لا يمكن أن نلوم الشعوب
والشيء الي عجبني بالمقال الحرية والصراحة المطلقة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق